والقلب يغتذى مع قواه الطبيعية بانبساط ، فيجذب الدم إلى داخله كما يجتذب الهواء. وقد (١) وضع (٢) القلب في الوسط من الصدر لأنه أعدل موقع ، وأميل يسيرا إلى اليسار ليبعد عن الكبد ، فيكون للكبد مكان واسع.
وأما الطحال فنازل عنه بعيد ، وفي إنزاله منفعة سنذكرها (٣) ، لأن (٤) توسعة المكان للكبد أولى من توسيعه للطحال ، لأن الكبد أشرف. ومما قصد في إمالة القلب عن الكبد أن لا يجتمع الحار كله في شق واحد ، وليعدل الجانب الأيسر ، إذ الطحال بنفسه (٥) غير (٦) حار (٧) جدا ، ولتقل مزاحمته للعرق الأجوف الجائى إليه ممكنا له (٨) بعض المكان (٩).
وما كان من الحيوان عظيم القلب وكان مع ذلك جزعا خائفا كالأرانب والأيلة (١٠) فالسبب (١١) فيه أن حرارته. قليلة فينتشر في شىء كبير فلا يسخنه بالتمام. وما كان صغير القلب وكان مع (١٢) ذلك جريّا ، فلأن الحرارة فيه كثيرة ، وتحتقن وتشتد. أقول : أكثر ما هو (١٣) جريّ عظيم القلب. قال : ولا يحتمل القلب ألما ولا ورما ، ولذلك لم يذبح (١٤) حيوان فيوجد (١٥) في قلبه من الآفات ما يوجد في سائر الأعضاء.
وقد يوجد في قلب بعض الحيوان الكبير الجثة عظم وخصوصا في الثيران ، وهذا العظم مائل إلى الغضروفية ؛ وأكثره وأعظمه مع زيادة صلابة هو ما يوجد في قلب الفيل. وقد وجد قلب بعض القرود (١٦) ذا رأسين. ومن قوة حياة القلب أنه إذا سلّ من الحيوان فقد ينبض إلى حين. وقد أخطأ من ظن أن القلب عضلة وإن كان أشبه الأشياء بها لكن تحركه (١٧) غير إرادى (١٨).
__________________
(١) وقد : قد ط
(٢) وضع : وقع م.
(٣) سنذكرها : سنذكره د ، سنذكر سا ، م
(٤) لأن : ولأن د. سا ، ط.
(٥) بنفسه : بنفسها د ، سا.
(٦) غير : عن م (٧) حار : حارة د ، سا
(٨) له : ساقطة من ط ، م
(٩) المكان : الإمكان م.
(١٠) والأيلة : فى الأيلة م.
(١١) فالسبب : والسبب سا.
(١٢) وكان مع : ومع ب ، د ، سا.
(١٣) ما هو : مما هو م
(١٤) لم يذبح : لا يذبح سا.
(١٥) فيوجد : يوجد د ، سا.
(١٦) القرود : القرد ط.
(١٧) تحركه : تحركها ط.
(١٨) وقد يوجد ... غير إرادى : ساقطة من د ، سا ، م.