جذب المغناطيس ، أو مثل شىء آخر مما هو خارج عن أن يكون ملموسا بوجه. فلا هو ذات حرارة ممزوجة أو صرفة. فليس هو من قبيل المزاج ، (١) وذلك كاللون. وكيف ، والمزاج يلمس ويحس به ، ولا يشعر بلون أصلا ، واللون يدرك ويبصر ، ولا يشعر بمزاج أصلا؟ فيكون لا محالة ما أدرك غير ما لم يدرك. وليس يلزم من هنا أن لا تكون (٢) أمور تلحق (٣) هذه الكيفيات باختلاف أحوالها ، مما ليست هى أفاعيل هذه الكيفيات ؛ بل أمور أخرى تتبعها. (٤)
وأما ما كنا فيه من أمر الاستعداد فيجب أن نعلم أن الاستعداد بالحقيقة أمر (٥) للمادة ، (٦) ويكاد (٧) تكون (٨) المادة مستعدة لكل شىء. وفيها قوة قبول كل شىء. لكن الأمور التي توجد فيها (٩) منها ما من شأنه أن لا يجتمع مع بعض ما هو فى قوة (١٠) قبول المادة. فإذا وجد ذلك لم يوجد هو ، فيقال حينئذ إنه لا استعداد فى المادة لذلك (١١) الأمر.
ومنها ما من شأنه (١٢) أن يجتمع معه اجتماعا. وكل ذلك لا لأن الكيفية فعلت فى ذلك فعلا ما ، ولكن لأن المادة فى نفسها هذا شأنها. (١٣)
ولا يمتنع أن يكون بعض مقادير الكيفيات بحيث لا يصلح لبعض الأمور ، وبعضها يصلح. فإنا ندرى أنه لا يستوى الغالب والمعتدل ، وإن كنا ندرى أن فعل الغالب والمنكسر من جنس واحد ، لكنه تارة قوى ، وتارة منكسر ، وليس (١٤) صلوحه لشىء من الأشياء هو فعله. وليس إذا كان فعله متجانسا يجب أن يكون صلوحه متجانسا. فأنت (١٥) تعلم أن الحرارة (١٦) القوية جدا لا تصلح (١٧) لإنضاج الخبز ، وإنما تصلح له (١٨) الحرارة بقدر
__________________
(١) سا : كيف المزاج
(٢) م ، ط : يكون
(٣) ط : يلحق
(٤) م ، ط : يتبعها
(٥) ط : الأمر ـ م ، ط : يعلم
(٦) فى «ب» تنتهى الفقرة المكررة التي أشرنا إليها من قبل فى ص ٢٥٨ بقوله «أمر للمادة»
(٧) سا ، د : يكاد أن
(٨) ط : يكون
(٩) م : ـ «قوة»
(١٠) د : ـ «فيها»
(١١) سا : كذلك
(١٢) ط : عنها ما من شأنه
(١٣) ط : شانه
(١٤) م : أو ليس صارحه ، وفى ط : ليس صلوح
(١٥) سا : وأنت
(١٦) ط : حرارة
(١٧) م ، ط : لا يصلح ..
وإنما يصلح
(١٨) سا ، د : لها