والإشراف وهو التالى لكتاب الاستذكار لما جرى فى سالف الإعصار نودعه لمعا من ذكر الأفلاك وهيأتها والنجوم وتأثيراتها والعناصر وتراكيبها وكيفية أفعالها والبيان على قسمة الأزمنة وفصول السنة وما لكل فصل من المنازل والتنازع فى المبتدأ به منها والاستقصّات وغير ذلك والرياح ومهابها وأفعالها وتأثيراتها والأرض وشكلها وما قيل فى مقدار مساحتها وعامرها وغامرها والنواحى والآفاق وما يغلب عليها وتأثيراتها فى سكانها وما اتصل بذلك وذكر الأقاليم السبعة وقسمتها وحدودها وما قيل فى طولها وعرضها وقسمة الأقاليم على الكواكب السبعة الخمسة والنيرين ووصف الإقليم الرابع وتفضيله على سائر الأقاليم وما خصّ به ساكنوه من الفضائل التى باينوا بها سكان غيره منها وما اتصل بذلك من الكلام فى عروض البلدان وأطوالها والأهوية وتأثيراتها وغير ذلك وذكر البحار وأعدادها وما قيل فى أطوالها وأعراضها واتصالها وانفصالها ومصبات عظام الأنهار إليها وما يحيط بها من الممالك وغير ذلك من أحوالها وذكر الأمم السبع فى سالف الأزمان ولغاتهم وآرائهم ومواضع مساكنهم وما باتت به كل أمة من غيرها وما اتصل بذلك ثم تتبع ذلك بتسمية ملوك الفرس الأولى والطوائف والساسانية على طبقاتهم وأعدادهم ومقدار ما ملكوا من السنين وملوك اليونانيين وأعدادهم ومقدار ملكهم وملوك الروم على طبقاتهم من الحنفاء وهم الصابئون والمتنصرة وعدتهم وجملة ما ملكوا من السنين وما كان من الكوائن والأحداث العظام الديانية والملوكية فى أيامهم وصفة بنودهم وحدودها ومقاديرها وما يتصل منها بالخليج وبحرى الروم والخزر وما اتصل بذلك من اللمع المنبهة على ما تقدم من تأليفنا فيما سلف من كتبنا وذكر الأفدية بين المسلمين والروم إلى هذا الوقت وتواريخ الأمم وجامع تأريخ العالم والأنبياء والملوك من آدم إلى نبينا محمد صلعم وحصر ذلك وما اتصل به ومعرفة سنى الأمم الشمسية والقمرية وشهورها وكبسها ونسيئها وغير ذلك من أحوالها وما اتصل بذلك من التنبيهات على ما تقدم جمعه وتأليفه وذكر مولد النبى صلعم ومبعثه وهجرته وعدد غزواته وسراياه وسواربه وكتّابه ووفاته والخلفاء بعده والملوك وأخلاقهم وكتابهم ووزرائهم وقضاتهم وحجابهم ونقوش خواتيمهم وما كان من الحوادث العظيمة الديانية والملوكية فى أيامهم وحصر تواريخهم إلى وقتنا هذا وهو سنة ٣٤٥ للهجرة فى خلافة المطيع منبهين بذلك على ما قدّمنا ذكره من كتبنا ، وإنما اقتصرنا فى كتابنا هذا على ذكر هذه الممالك لعظم ملك ملوك الفرس وتقادم أمرهم واتصال ملكهم وما كانوا عليه من حسن السياسة وانتظام التدبير وعمارة البلاد والرأفة بالعباد وانقياد كثير من ملوك العالم إلى طاعتهم وحملهم إليهم الإتاوة والخراج وأنهم ملكوا الإقليم الرابع وهو إقليم بابل أوسط الأرض وأشرف الأقاليم وأن مملكتى اليونانيين والروم تتلوان مملكة فارس فى العظم والعزّ ولما خصّوا به من أنواع الحكم والفلسفة والمهن العجيبة والصنائع البديعة ولأن مملكة الروم إلى وقتنا هذا ثابتة الرسوم منسّقة التدبير وإن كان اليونانيون قد دخلوا فى جملة الروم منذ احتووا على ملكهم كدخول الكلدانيين وهم السريانيون سكان العراق فى جملة الفرس