باشا سابقا والي مصر ، أصرف خزائن وراحت رجال كثيرة ولم يملك أرضهم ، والسر في ذلك والله أعلم أن محمد علي لم يكن سلطانا ، إنما غلب على مصر والشام في زمن السلطان محمود خان ، وكذا على الحجاز بالتغليب ، وما كان يدعى له على المنابر ، إنما كان الدعاء للسلطان محمود. انتهى.
وفيها ـ أي : سنة [ثمان](١) وثمانين ـ كان الوباء بالمدينة المنورة وما حولها ، مات من أهل مكة جمع ، وحين [وصل](٢) الزوار إلى الشهداء ـ أي : المحل المعروف بالزاهر ـ أمر عليهم بالكرنتينة ، وكان ابتداؤها يوم الثلاثاء لثلاثة مضين [من](٣) رجب سنة [ثمان](٤) وثمانين ، والله اللطيف [ونعم](٥) الوكيل.
ومع هذا فقد حصل الوباء بمكة في آخر شعبان من السنة المذكورة لكنه شيء خفيف ، واستمر إلى آخر رمضان من التاريخ.
ثم حصل مرض بمكة يسمونه أبو الركب ، وكان ابتداؤه آخر رمضان. وكيفيته : يبتدئ الوجع في الركب وأعصاب الرجلين قدر ست ساعات ، ثم تأخذ الإنسان [حمّى](٦) شديدة ووجع في جميع المفاصل حتى لا يستطيع [أن](٧) ينقلب فضلا عن أن يقوم ، ثم بعد ثلاثة أيام تبرد الحمى ويبقى
__________________
(١) في الأصل : ثمانية.
(٢) في الأصل : وصلوا.
(٣) قوله : من ، زيادة على الأصل.
(٤) في الأصل : ثمانية.
(٥) قوله : ونعم ، زيادة من ب.
(٦) في الأصل : حمة.
(٧) قوله : أن ، زيادة على الأصل.