فوقف عليه وقال : «هذا قزح وهو الموقف ، وجمع كلها موقف» (١). أخرجه أبو [داود](٢) والترمذي وقال : حسن صحيح.
وعن ابن عمر رضياللهعنهما أنه رأى ناسا يزدحمون على الجبل الذي يقف عليه الإمام فقال : يا أيها الناس ، لا تشقوا على أنفسكم ، ألا إن ما هاهنا مشعر كله. أخرجه سعيد بن منصور.
وعنه قال : المشعر الحرام المزدلفة كلها. أخرجه أبو ذر. كذا ذكره القرشي (٣).
قال المحب الطبري (٤) : وهذا الحديث مصرّح بأن المشعر الحرام هو المزدلفة ، وهو الذي تضمنه كثير من كتب التفسير.
وحديث جابر الطويل وحديث عليّ يدلان على أن قزح هو المشعر الحرام ، وهو المعروف في كتب الفقه ، فتعين أن يكون في أحدهما [حقيقة ، وفي الآخر مجازا ؛ دفعا](٥) للاشتراك ، إذ المجاز [خير منه ، فترجح احتماله](٦) عند التعارض ، فيجوز أن يكون حقيقة في قزح ، فيجوز إطلاقه على الكل لتضمنه إياه ، وهو أظهر الاحتمالين في الآية ، فإن قوله : (عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٩٨] يقتضي أن يكون الوقوف في غيره ،
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٢ / ١٩٣) ، والترمذي (٣ / ٢٣٢).
(٢) في ب : ذر. والتصويب من البحر العميق (٢ / ٧٤).
(٣) البحر العميق (٢ / ٧٤).
(٤) القرى (ص : ٤١٩ ـ ٤٢٠).
(٥) زيادة من القرى (ص : ٤١٩) ، والبحر العميق (٢ / ٧٤). وفي ب : أحدهما مجاز للاشتراك.
(٦) في الأصل : خير من ترجيح احتماله ، والتصويب من القرى والبحر العميق ، الموضعين السابقين.