ثم قال : ومن خيرات السلطان قايتباي المحمودي [الجراكسي](١) : أمر بتبطيل المكوس من مكة ، وأن ينقر ذلك على أسطوانة من أساطين الحرم عند باب السلام. انتهى ما ذكره القطب (٢).
الثاني : باب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعرّفه القرشي بباب الجنائز (٣) ، قال : وإنما سمي باب النبي ؛ لأن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يخرج منه إلى دار خديجة رضياللهعنها ، وفيه طاقان.
قال القطب (٤) : لم يجدد في هذا الباب شيء غير الشرافات التي عليه ، وعدتها [أربع](٥) وعشرون شرافة. انتهى.
الثالث : باب العباس بن عبد المطلب (٦) رضياللهعنه ، وعنده علم المسعى ـ أي : ميل حد الهرولة ـ من خارج ، وفيه ثلاثة طاقات ، وسمّاه صاحب النهاية وابن الحاج في منسكه ، باب الجنائز.
قال القرشي (٧) : ولعله كانت الجنائز يصلى عليها عنده. ويؤيد ذلك ما
__________________
(١) في الأصل : الجراسكي.
(٢) الإعلام (ص : ٢٢٣).
(٣) باب الجنائز : الظاهر من تسميته بهذا الاسم : أن الجنائز كانت تخرج منه في ذلك العصر ، ويقال له باب النبي ؛ لأنه صلىاللهعليهوسلم كان يخرج منه إلى دار السيدة خديجة ويدخل منه إلى المسجد ، ويقال له أيضا باب القفص ؛ لأن الصاغة كانوا يقطنون قديما تلك الجهة ويضعون الحل في أقفاص بقرب الباب المذكور ، وقد أحدث هذا الباب الخليفة المهدي العباسي ، كما جدّده الملك الأشرف قايتباي (تاريخ عمارة المسجد الحرام ص : ١١٦).
(٤) الإعلام (ص : ٤٢٣).
(٥) في الأصل : أربعة.
(٦) باب العباس : سمي بذلك ؛ لأنه يقابل دار العباس التي بالمسعى الشهيرة باسمه إلى الآن ، ويقال له باب الجنائز أيضا ؛ لأنها تخرج منه في الغالب ، وقد أنشأه الخليفة المهدي العباسي ، وجددت عمارته عام ٩٨٤ (تاريخ عمارة المسجد الحرام ص : ١١٨).
(٧) البحر العميق (٣ / ٢٨٠).