بنا نشرب من شراب الأبرار. قال : فقاموا فدخلوا زمزم فقلت : والله لو دخلت على القوم فسألتهم ، فقمت فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر (١). حكاه الأزرقي.
وتقدم : أن ماءها لما شرب له ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، وقد شربه جماعة من العلماء والصالحين لمقاصد جليلة وحوائج جزيلة فنالوها ؛ فمن ذلك : أن الإمام الشافعي رضياللهعنه شربه للعلم فكان فيه غاية ، وللرمي فكان يصيب العشرة من العشرة والتسعة من العشرة.
ومن ذلك : ما حكاه القرطبي (٢) عن أبي عبد الله ـ هو صاحب كتاب نوادر الأصول ـ محمد بن علي الترمذي ، عن أبيه قال : دخلت الطواف في ليلة ظلماء ، فأخذني من البول ما أشغلني ، فجعلت أعتصر حتى آذاني ، وخفت إن خرجت من المسجد أن أطأ بعض تلك [الأقدام](٣) ، وكان ذلك أيام الحاج ، فتذكرت الحديث وهو أنه لما شرب له ، فدخلت زمزم فتضلعت منه ، فذهب عني إلى الصباح مع أن ماء زمزم يطلق البول.
ومن ذلك : أن رجلا شرب سويقا فيه إبرة وهو لا يشعر بها ، فاعترضت في حلقه فصار لا يقدر يطبق فاه وكاد أن يموت ، فأمره بعض الناس بشرب ماء زمزم ويسأل الله فيه الشفاء ، فشرب منه شيئا بجهد ، وجلس عند أسطوانة من المسجد الحرام فغلبته عيناه فنام ، فلما انتبه من نومه وهو لا يحس من الإبرة شيئا وليس به [بأس](٤). هذا ملخص ما
__________________
(١) الأزرقي (٢ / ٥١) ، والبحر العميق ، الموضع السابق.
(٢) تفسير القرطبي (٩ / ٣٧٠).
(٣) في الأصل : الأقذار. والتصويب من تفسير القرطبي ، الموضع السابق.
(٤) في الأصل : بأسا.