رءوفة لا يحس أولادها بحركاتها السريعة لحد نكرانها ، فيا لها من أمان رغم الميدان!
(أَحْياءً وَأَمْواتاً) : علّ الأحياء هنا تشمل أصول الحياة كالأوكسيجين ، فكرة الفضاء المحيطة بسفينتنا الأرضية ، تشعّ عنها قرابة مائة كيلومترا ، وهي مركبة من أوكسيجين وأزوت وأرجون ، وكافة نباتات الأرض وحيوانها وإنسانها بحاجة حيوية الى هذه الكرة التي تعتبر حياتا للأرض وما عليها.
ففي حالة نقصان الأوكسيجين أو فقدانها لا واقع للحياة على وجه الأرض ، فإنها مادة ضرورية للتنفس أولا ، ولتركيب الماء منها ثانيا وقد جعل منه كل شيء حيّ ، فالأوكسيجين بأصلها وتراكيبها هي أصل الحياة ، لا للنبات والحيوان والإنسان فحسب ، بل لمثل النار كذلك فانها تخمد لو لم تستمد بأوكسيجين الفضاء.
فلو لم تكن الأرض كفاتا ، تتقبض بالجاذبية كرة الأوكسيجين ، لتكافح قانون الفرار عن المركز وخفة الأوكسيجين ، في فرارها وانهيارها عن الكرة الأرضية ، لماتت الأرض وما عليها!
ومن جهة أخرى : إن كرة الفضاء الحائلة حول الأرض التي قطرها ثمانمائة كيلومترا ، إنها تعتبر مدرّعة مجنزره تحافظ على الأرض من عشرين مليونا من الأحجار السماوية التي تقصدها بسرعة ٥٠ كيلومترا في كل ثانية ـ يوميا ، فلو لم تكن الأرض كفاتا لا نصدمت بهذه النيازك النارية والقاذفات الجوية ، فتدكدكت.
إن هذا الجو المدرع ـ إضافة الى هذه المكافحة الخارجية ـ يعدّل درجة الحرارة على سطح الأرض ، وينقل الذخائر اللازمة من الماء وبخاره ، من