فأرضنا هذه محكومة بحركات عدة أنهاها العلماء الى أربعة عشر (١) ، وكما توحي بها : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ)(٢) : حركات متداخلة يعبر عنها بالرّجفة ، وقانون الفرار عن المركز يقتضي فرار ما عليها متناثرة الى أعماق الأجواء ، وكذلك تفسّخ الأرض نفسها ، ولكنها كفات تتقبض الأحياء والأموات ، بقانون مكافح قانون الفرار ، تبديلا له بالقرار : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ
__________________
ـ الوضعية والانتقالية ، فألحقوه بزملائه الكفرة ، وبعد قليل قام (بطلميوس) ضد هذه البدعة! ولذلك سمي بعلامة القرون ومحيي العلوم.
إن الهيئة البطلميوسية أخذت من الشهرة والاعتماد مبلغا وافقها جماعة من المسلمين كأنها وحي السماء ، فأولوا آيات وروآيات تدل على حركات الأرض ، كأن كتاب بطلميوس هو كتاب الوحي الأصيل ، يحق تأويل القرآن لأجل الحفاظ عليه! طالما النبهاء منهم كانوا بين مخالف أو ساكت.
ثم بعد الألف من الهجرة أخذ (غاليلة) يبحث بصراحة عن حركتي الأرض ، ولذلك سجن وأحرقت كتبه في المجتمع الأوروبي ، ولقد كان القرآن أصدق شاهد على هذه النظرية المسجونة المهانة.
ان القوة الجاذبية التي توحي بها آيات بينات ، ليست هي القوة المغناطيسية ، إنما هي قوة مرموزة تستفيد منها كافة الجاذبات في الكون ، ولو ان أرضنا ما كانت كفاتا أحياء وأمواتا ، فلم تملك القوة الجاذبية ، لم يكن لها قرار عليها ، ولا امكانية التنفس فيها ، فمن فضل هذه القوة ترى الكواكب السيارة تسير حول مداراتها الخاصة دون انفلات عنها كأنها تسير على جادة حديدية ثابتة.
هذه القوة توجد في أبعد الكواكب والمجرات التي تسير في مسايرها كل ثانية مآت الأميال ، الأرض تسير حول فلكها كل ساعة مائة الف كيلومترا ، ولا يستطيع أي إنسان مواجهة الرياح بهكذا سرعة ، ورغم ذلك يعيش على هذه السفينة الفضائية في كمال الطمأنينة والارتياح ، وحسه ينكر حراكها.
(١) كما عن (فلا ماريون) و (فيلكس) قبله كان يقول بإحدى عشر حركة ، وبالإمكان ان تستكشف حركات لها أخرى في المستقبل.
(٢) راجع ج ٣٠ ص ٧١ حول آية الراجفة.