إطار هذا المثلث ، أن الله يحييه من النطفة التي منها خلق ، وهي الطينة الأصيلة المخلوق منها الجنين ، الباقية طوال الحياة ، الحاملة كافة الأعضاء ، هذه! دون الزوائد الملتحقة بها من هنا وهناك ، والمنفصلة عنها كذلك إلى هنا وهناك ، يرسل الله الماء بالنار على هذه الطينة فيحييها كما خلقها أول مرة : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)! (١).
إن النار متاع للحياة كما الزرع والماء متاع ، قواعد ثلاث تتبنى الحياة متناصرة في مختلف الحقول ، نباتية وحيوانية وإنسانية أم ماذا؟ فما هو دور الإنسان بشأن النار؟ اللهم ليس إلا الإيراء : إيقاد الزند ـ الناجح ، دون الكابي ، فهل للإنسان إلا إيقاد النار بوقودها الأصيل : شجرة النار ـ كما يصنعه البدائيون ـ أو غير الأصيل كسائر الوقود المصطنع ـ كما يفعله المتحضرون ـ؟
وكما النار تشمل سائر النار ، وإلى نيران الكهارب والاوكسيجين وسائر الإشعاعات النارية والنووية ، كذلك شجرة النار ، التي تتشجر فتتسعر منها النار ، من الشجر الأخضر وإلى غيرها من الشجر : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (٣٦ : ٨٠).
تختص النار هنا بالشجرة الأخضر ، وهناك تعمّ الشجر ، وليس اختصاص الانحصار ، إنما الذي يعرفه كل إنسان ، وإلا فما من مادة إلا وتحمل نارا ، من عناصر وجزئيات وذرّات ، ومن ثم يتفجر أنها على ضوء العلم تتوقد مختلف النار ، كهربيا وذريّا أم ماذا؟.
فكما أن من احتكاك فرع من شجرة بفرع من شجر آخر تورى نار ، كطريقة بدائية بادئة في إيراء النار ، كذلك سائر النار بسائر الإيراء من سائر الأشجار.
ثم هناك وقود أول ووقود ثان وإلى سائر الوقود ، من شجر الإيراء ، ومن
__________________
(١) نبحث عن المادة المعادة في المعاد في مجالات أوسع إن شاء الله.