لا يعود اللبن الى الضرع) (١) (وأن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل) (٢) ، وترى
(أينا لم يعد ..؟) ولكن (.. الله يحب من عباده المفتن التوّاب) (٣) ، فأدنى النصوح في التوبة هكذا تصميم ، وأعلاه التطبيق.
وفي هذه التوبة الحاسمة تكفير للسيئات كلها (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) : ما تقدم منها وما تأخر ، ما عشتم التوبة النصوح ، إضافة الى تكفير الكبائر التي تبتم عنها توبة نصوحا ، وإلى منعها حصول السيئات من بعد.
وترى كيف تكفر السيئات ، وقد كتبها كتبة الأعمال ويكتبونها ، وقد سجلت في مختلف السجلات الإلهية من أعضائك وفضائك وأرضك ومكانك وزمانك؟ : إنه تعالى (ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ويوحي الى جوارحه : اكتمي عليه ذنوبه ، ويوحي الى بقاع الأرض : اكتمي ما كان يعمل من الذنوب ، فيلقى الله حين يلقاه وليس عليه شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب) (٤).
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٢٤٥ ـ أخرج ابن مردويه عن ابن عباس (رض) قال قال معاذ بن جبل : يا رسول الله ، ما التوبة النصوح؟ قال : ...
وأخرج مثله ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بن كعب عنه (ص) : هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك عند الحاضر ثم لا تعود اليه أبدا.
وفي معناه ما في نور الثقلين ٥ : ٣٧٤ عن الكافي عن أبي الصباح الكناني قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الآية ، قال : يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.
(٢) نور الثقلين عن معاني الأخبار عن أبي عبد الله (ع) قال : ...
(٣) فيه عن القمي عنه (ع) في الآية بعد التفسير المسبق قلت : وأينا لم يعد؟ فقال : ...
(٤) فيه عن الكافي بإسناده عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة ، فقلت : وكيف يستر عليه؟ قال : ينسي ...