والموعظة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هي كلها تعني الوقاية الجماعية ، وكما الأمة مأمورة بالوقايات الفردية ، سواء.
ثم الأهلون لا تختص بالزوجة والأولاد للزوج والوالدين ، إنه يشمل كل مقود لقائده ، وكل مسوس لسائسه ، من الجو العائلي ، الى الأقربين ، الى العائلة أجمع ، وإلى الزعامة الدينية والزمنية سواء.
(قُوا ... ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) فالوقود هو الزناد والصلاء ، والناس الوقود لهذه النار الزناد هم اصول الكفر من النسناس (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ... أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) (٣ : ١٠) (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٢ : ٢٤) كما ويوحي بذلك قرن الحجارة بالنار ، وهي الأحجار التي يعبدونها : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٢١ : ٩٨) حجارة معبودة وأخرى غيرها يعرّفها الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم (١).
وأما الناس المؤمنون المقصرون عقيدة او عملا ، فهم إنما تمسّهم نار هؤلاء الكفار على قدر تخلفهم ، ثم تشملهم رحمة الغفار ويخرجون أخيرا من النار.
(عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) غلاظ على الكفار ، شداد في تعذيبهم بالنار ، لا يخففون عنهم ولا يرحمون ، لأنهم هكذا يؤمرون ، عذابا فوق عذاب :
(لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) فهم غلاظ شداد في تنفيذ أوامر الله هناك بحق المجرمين ، دون مسايرة ولا مهادنة.
فيا لها من نار متسعّرة بغضب الله ، الناس فيها كالحجارة سواء ، وقودا
__________________
(١) في الدر المنثور ٦ : ٢٤٤ عنه (ص) ان الحجر منها لو وضع على جبال الدنيا لذابت منه ، وان مع كل إنسان منهم حجرا أو شيطانا ، والله أعلم.