بَعْدَ ذلِكَ) كله «ظهير» له ، بطاقة موحدة تجعلهم كأنهم واحد «ظهير».
وفي تقديم صالح المؤمنين على الملائكة الذين هم «بعد ذلك» إيحاء الى أفضليته ، فليكن هو نبيا او مثيله ، دون المؤمنين الذين هم دون الملائكة قطعا لعصمتهم دونهم ، فليكن عليا عليه السّلام وكما تضافرت به الأحاديث أيضا (١).
إن تلكم المؤامرة والمظاهرة النسائية برئاسة عائشة وحفصة بلغت لحدّ حملت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على طلاقهن ، ولم يطلق بما عالجه الله تعالى من المشكلة :
(عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) :
وهذه هي الحملة الأخيرة هنا ، تهددهن بالطلاق ، وتوحي كأنهن لسن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ، مهما كنّ أبكارا أو ثيبات ، فان المظاهرة على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم هكذا لا تناسب أيا من هذه الصفات ، اللهم إلا أن يتبن الى الله.
وكما نعلم ، إنما ترجع اصول هذه الحملات والتنديدات والشكاوات الى زعيمتي المظاهرة : عائشة وحفصة ، أن لو شاء الله خلصه عنكن ، وبدله أزواجا خيرا
__________________
(١) تضافرت أحاديث الفريقين أن عليا (ع) هو صالح المؤمنين ، ولأنه المصداق الأوحدي من صلاح الايمان ، وله دور في صد هذه المظاهرة عن رسول الله (ص) كما سبق ، ففي الدر المنثور ٦ : ٢٤٤ ـ أخرج ابن أبي حاتم عن علي (ع) قال قال رسول الله (ص) : «وصالح المؤمنين» هو علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عيسى سمعت رسول الله (ص) يقول : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) هو علي بن أبي طالب. وأخرج مثله البخاري في صحيحه.
أقول : هذا من باب التطبيق على أفضل المصاديق وطالما كان له (ع) دور في الذنب عن حرمة الرسول (ص).