منكن مسلمات ... ولا يقول : خيرا منكن في الإسلام و... وإنما «مسلمات مؤمنات ...» مما يوحي ان الخير في المبدلات بهن هو أصل هذه الصفات.
فزوجية المرأة للنبي ليست كرامة إلا مع التقوى فلها ضعف ما لغيرها : (فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) ، وأما مع الطغوى فعليها ضعف العذاب (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) (٣٣ : ٢٩ ـ ٣١).
وهذه الصفات هي خير ما تتواجد في النساء ، فلو كانت هناك خير منها لذكرت ، ولا سيما للرسول المصطفى الذي يحق أن تصطفى له خير النساء.
فالإسلام هو التسليم للحق أيا كان ولو على نفسك ، ومنه التسليم لحكم الله في حلية تعدّد النساء .. والإيمان هو الاطمئنان بالله والأمان الى الله .. والقنوت هو الطاعة والخضوع ، والتوبة هي الرجوع عما يقارف من خطيئة ، والسياحة هي التأمل والتدبر في مبدعات الخلقة بصرا وبصيرة ، وهن مع هذه الصفات بين أبكار وثيبات كما هن.
إذا فطلاقكن ليس إلا طلاق نساء عاديات من أبكار وثيبات ، فتبديلكن بطيبات راقيات لهن ما لهن من الجواذب النسائية وزيادات خلقية ومعنوية ، فلم هذه المظاهرات النكراء ضد الرسول الطاهر الأمين؟!.
ولكي يرغم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنوف المظاهرات اعتزل عنهن تسعة وعشرين يوما ، ظل فيها عند مارية القبطية ، تأديبا لهن ، وتطهيرا لها عما نسب إليها ، فظن أنه طلقهن ولمّا ، حتى طمأنه الله بما مضى وخلص دور التأديب والتأنيب فرجع إليهن.