صوم أو حجامة (١) أو سواها ، ولا يشغلها بما يؤجلها ، بل يعجل فيها قاصدا لها بهمام بالغ ، وقلب فارغ عن سواها.
والسعي إلى الجمعة درجات ، كما التكاسل عنها دركات ، فلكلّ سعي لها حسب ظروفه ومكانه وزمانه وإمكانه ، وقد يحسب الإعداد لها قبل يومها ، كما وأن أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كانوا يتجهزون للجمعة يوم الخميس لأنه يوم مضيق على المسلمين (٢) ، وقد لا يجب إلا وقتها كمن حضرها ، أم هو جار لها قريبا إياها.
فواجب السعي تأكيد لوجوب الجمعة ، وتحصيل مقدماتها ، وإزالة موانعها دون اختصاص بالعدو أو الركض إليها.
ثم السعي هنا ـ كما أسلفناه ـ لا يخص المأمومين أن يحضروها ، بل يعمّ كافة المؤمنين غير المعذورين ، أئمة ومأمومين ، فعلى كلّ أن يسعى سعيه ، فالإمام يحضّر حاله لإقامتها ، ويحرّض المؤمنين لحضورها ، والمأموم يستعد لحضورها ، ويعدّ غيره لها ، فتحصيل العدد (خمسة أو سبعة) هو أيضا داخل في نطاق السعي ، كما وأن تحريض من سوى العدد واجب ثان.
__________________
(١) وسائل الشيعة ج ٣ ص ٤٧ عن علي (ع) : لا يشرب أحدكم الدواء يوم الخميس ، فقيل يا أمير المؤمنين! ولم ذلك؟ قال : لئلا يضعف عن إتيان الجمعة.
ونهى النبي (ص) عن صوم يوم الجمعة (صحيح البخاري صوم ٦٣ ـ مسلم صيام ١٤٥ ـ ١٤٦ ، سنن ابن ماجة صيام ٣٧ ، ترمذي صوم ٣٩) وكذلك نهى عن الحلق قبل صلاة الجمعة (سنن أبي داود صلاة ٢١٤ ـ ابن ماجة إقامة ٩٦) ، وعنه (ص): «اجتنبوا الحجامة يوم الجمعة» (سنن ابن ماجة طب ٢٢).
(٢) وسائل الشيعة ج ٣ ص ٤٦ عن الامام الباقر (ع) : (والله لقد بلغني أن أصحاب النبي «ص» ...)