المستفيضة (١).
إذا فالنداء : الأذان ـ الكائن ظهر الجمعة ، هي نداء لصلاة الجمعة على أية حال ، نويت أم لا ، نودي لها بغير الأذان أم لا ، إلا أن السعي إلا ذكر الله فيها ، والاجتماع فيه ، ليس إلا عند اجتماع الشرائط : عددا ومسافة ، وعدالة للإمام ، وقدرة على إلقاء الخطبة ، ثم ما دونها هراء مختلق كاشتراط حضور المعصوم أو إذنه الخاص ، فلا أثر له إسلاميا عندنا.
وعند فقد الشرائط أو بعضها فأربع ركعات ، بنيّة الجمعة أيضا كما سبق.
(فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) : فما هو السعي هنا؟ وما هو ذكر الله؟.
السعي هو عدو دون شدّ ، وعمل مقصود مهتم به ، وهو العمل الذي يؤتى به على همامة وعناية ، سواء أكان في إصلاح : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) (٢١ : ٩٤) أو كان في خراب : (وَسَعى فِي خَرابِها) (٢ : ١١٤) أي : المساجد.
فالسعي إلى الجمعة ـ خطبة وصلاة ، إقامة وحضورا ـ هو القصد والعناية الخاصة لها ، دون أن يشغل الإنسان عنها أيّ شاغل دنيوي أو أخروي ، أن يعدّ لها عدتها ، فيستعد ، دون إهمال ولا إمهال ، فتكون هي بين أشغاله كلها أصلا يقصد ، فيسعى في إزالة الموانع عنها ، وفي كمال الاستعداد لها ، فلا يسافر يومها (٢) ، ولا يتعب نفسه بما يضعفها عنها ، بشرب دواء أو
__________________
(١) منها موثقة سماعة قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الصلاة يوم الجمعة ، فقال : أما مع الامام فركعتان ، وأما من يصلي وحده فهي أربع ركعات بمنزلة الظهر(وسائل الشيعة ج ٣ ص ١٣ ـ ١٤) راجع كتابنا (على شاطئ الجمعة).
(٢) ففي المغني ج ٢ ص ٣٦٢ عن النبي (ص) : من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة لا يصحب في سفره ولا يعان على حاجته ، وفي وسائل الشيعة ج ١٨ ص ٧٣١ والمستدرك ب ٤٤ من صلاة يوم الجمعة مثله.