وحقه ، وأخرجك من داره التي اغتصبتها ، فلا عليك ولا لك معاداته ، ولا تحرم لك موالاته.
انه نظام سياسي ثابت صامد للمسلمين ما عاشوا ، دون اختصاص بمن مضى من مشركي العرب ، فهناك كانت امبراطوريتان قويتان الفارسية والرومانية تحيطان بأرض الإسلام ، بدأتا تجمعان له ، إذ تشعران بخطورته ، تؤلبان عليه الإمارات العربية وسواها ، من مستعمراتها ، كذلك واضرابها من الدول المستعمرة المعادية للإسلام طول التاريخ ، فلم يكن بد من تطهير المعسكر الإسلامي من أعدائه الجهال أو المعاندين ، وتخليصه من المرتزقة ، ولكي تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
لا فحسب الرجال في عسكر الإسلام هم الذين يجب امتحانهم ، فامتهانهم وتأنيبهم أو تأديبهم ، بل النساء كذلك يدخلن في هذه البوتقة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠) وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (١١) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (١٣)
أحكام عدة بشأن المؤمنات المهاجرات ، تبتدئ بامتحانهن وتحرّي أسباب هجرتهن ، ألا تكون وراء حب فردي في دار الإسلام ، أو تخلصا عن زواج مكروه في دار الكفر ، وإنما هجرة في الله ، خالصة في دين الله ، وتنتهي بشرط قبول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مبايعتهن ، وبذلك يكمل إيمانهن.