وإنها ليلة مباركة بنازلها القرآن ومنزلها قلب نبي القرآن ، كما أنه كتاب ذو قدر وهو (صلى الله عليه وسلم) نبي ذو قدر ، فلا قدر ولا بركة لزمان أو مكان إلّا بما ينزل فيهما أو يصدر منهما من بركة وقدر.
وليلة مباركة مستمرة في بركتها وقدرها مرّ الأعوام إلى يوم القيام ، حيث تتكرر بكل قدر اللهم إلّا نزول القرآن حيث كان لأول ليلة قدر من أولى سنيّ الرسالة المحمدية (صلى الله عليه وآله) ومن ثم (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) فرقا وتنزّلا مستقبلا منذ نزول القرآن المحكم حتى القيامة الكبرى.
وما دام النزولان ـ للقرآن المحكم ولكل أمر ـ كانا في اختصاص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للمرحلة الأولى من ليلة القدر ، فتنزّل الملائكة والروح فيها من كل أمر يعمه والمحمديين المعصومين من عترته ، حيث
__________________
ـ لفي كل رمضان وانها لليلة يفرق فيها كل امر حكيم فيها يقضي الله كل اجل وعمل ورزق الى مثلها ، وفي نور الثقلين ٤ : ٦٢٤ ج ١٦ عن الكافي باسناده عن إسحاق بن عمار قال : سمعته يقول وناس يسألونه يقولون : الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال : فقال : لا والله ما ذلك الا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين ، فان في تسعة وعشرين يلتقي الجمعان وفي ليلة احدى وعشرين يفرق كل امر حكيم وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضي ما أراد الله تعالى من ذلك وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) قال : قلت : ما معنى قوله : يلتقي الجمعان؟ قال : يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه ، قال قلت : فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال : انه يفرق في ليلة احدى وعشرين ما أمضاه ويكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.