هذا وما يليه من صحيح المعاني التي لا تعنى كل بمفردها ، قد تعنيها الآية كلها ، دون ما لا يصح والله أعلم (١).
(سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٨٢) سبحانه أن يلد او ان يتخذ ولدا وهو رب السماوات والأرض ورب العرش دونما شريك ، سبحانه عما يصفون وتعالى عما يشركون.
هناك ربوبيتان للرب الواحد ، ربوبيّة الخلق : (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وهو تعبير عن الخلق كله ، وربوبية التدبير : (رَبِّ الْعَرْشِ) : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٠ : ٣) «وهو وصف عرش الوحدانية عما يصفون»(٢).
إذا فما لمن دونه من خلقه الذين هم في تدبيره مهما سمي ولدا أمّاذا رجما بالغيب وكذبا!
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)(٨٣)
__________________
(١) ف «إن» بين احتمالات ثلاث : نافية ـ شرطية ـ وصلية و «كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ» بين احتمالين : ولادة ذاتية وتشريفية ، و «فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ» بين ايجابية العبادة وسلبيتها ، وكل هذه الوجوه علّها معنية على مختلف مراتبها والأصل فيها ما رجحناه وعلى هامشه سائرها إلا غير الصحيح معنويا أو أديبا ، اللهم إلّا ضمن الصحيح فيها ، ف «إن» النافية وان كانت لا تأتي قبل الفعل ولكنها ضمن شرطيتها ووصليتها تأتي قبل الفعل ـ تأمل :
(٢) نور الثقلين ٤ : ٦١٧ ح ٩٧ في كتاب التوحيد باسناده الى حنان بن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل ذكر فيه العرش وقال : ان للعرش صفات كثيرة ـ