هنا ميراث للمستضعفين المتقين يوم الدنيا (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) (٧ : ١٣٧) (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٧ : ١٢٨) ويعني إخراج الأرض من حكم المستكبرين وتحويلها للمستضعفين ، فهل هكذا يورثون الجنة ولا شركة فيها ولن ، فضلا عن أن المستكبرين كانوا زمنا محتليها حتى تحوّل إلى المستضعفين؟ وليس الميراث إلّا انتقالا لدولة ام دولة أم ماذا من شخص أو اشخاص إلى آخرين!
علّه لأن الله تعالى خلق كلّا من الجنة والنار على سعة العالمين ، فأهل الجنة يورثونها بتقواهم ، وأهل النار يحرمونها بطغواهم ، وكان لهم فيها أمكنة ودور ، وكما يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله): «ما من أحد إلّا وله منزل في الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث المؤمن منزله في النار والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ ..)(١).
كما وان ما يتركه الميت هو لكل ولده ويحرم الولد الكافر ويرثه في نصيبه الولد المؤمن ، فان آمن الكافر قبل القسمة يؤتاه نصيبه ، فمن مات مؤمنا دخل الجنة وأورث ما كان لغير المؤمن ، وأما من يموت كافرا فلات حين مناص إذ فات زمن الخلاص وقد كانوا داخليها لو آمنوا!
(لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) : كثيرة لا تفنى بأكلها بل «منها» تلميحا مليحا أنها باقية لا تنفد مهما كثر الأكل والآكلون!
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٤) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ)(٧٥)
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٢٣ ـ اخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال :