قائمة الکتاب
«وترى كل امة جائية ..» كتاب كل امة وكتاب كل شخص ـ «إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون» صيغة صريحة عن بقاء صور الأعمال وأصوات الأقوال!
٣٦
إعدادات
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٦ ]
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٦ ]
تحمیل
والمبين الثالث من طبعه أنه يبين دون خفاء في قصور دلالي ، وعلى من يستبين دقيق النظر وحديد البصر ليبلغ مدى بيانه ف (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ).
(إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(٣).
الكتاب المبين الأم الثاني فضلا عن الأول ، لم يكن قرآنا : يقرأ في آيات ، ولا عربيا : بيّنا يعرب عن حقيقته «للعالمين» (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ولا يعني «عربيا» إلا واضحا لاخفاء فيه ، لا أنه باللغة العربية وان كان بها. إنه عربي في بعدين : باللغة العربية فإنها أعرب اللغات وأظهرها ، بلسان عربي في هذه اللغة حيث لا تعقيد فيه ولا ريب يعتريه ، وجملة القول في عربيته أنه يعرب عن حقائقه كأوضح ما يمكن في فصاحة التعبير وبلاغته (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) : تأخذون ما يعرب عنه دون قصور وخفاء فيما يعرب حيث لا يعزب عن دلالة ، ولا يغرب عن لمحة إلا وهو بيان له ، يعرب كأعرب بيان وأعذب تبيان.
ف «كم» في لعلكم ليسوا هم العرب فحسب ، حيث القرآن شرعة للعالمين وبيان للناس أجمعين ، بل هم العالمون أجمع شرط أن يعرفوا هذه اللغة ، أو يترجم لهم إلى لغتهم : (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٤١ : ٣) فرب عربي لا يعلمه ورب أعجمي يعلمه ، إن بلغته أم مفهومه أم ماذا.
إنه لسان عربي يعرب ، لا لغة عربية قد تعرب وقد تغرب (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (١٦ : ١٠٣) (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ. لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (٢٦ : ١٩٥).
إنه لسان عربي كما أنه حكم عربي (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا) (١٣ : ٣٧) دون أن يختص لسانه وحكمه بالإنسان العربي ، وإنما هو عبارة تعرب وحكم يعرب دون عوج في حكمه او خفاء في تعبيره : (قُرْآناً عَرَبِيًّا