وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٢ : ٧) ، ترك أو ختم ثم لا دفع إلى ضلال.
الله هو الولي يلي أمور عباده ، فإذ يترك ولايته لمن يضل فيضله (فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ) إذ لا هادي إلا الله.
(وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) وهم بين الموت والحياة (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ) إلى الحياة الدنيا «من سبيل» لنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) (٢٣ : ١٠٤).
ثم (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) إذ يدخلون الجحيم (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) : (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (٣٥ : ٣٧).
(وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ) (٤٥) (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (٤٦).
(وَتَراهُمْ) الظالمين (يُعْرَضُونَ عَلَيْها) النار (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ) لا خشوع العبادة والطاعة من العز (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) على يأس إلى أية بارقة للخلاص ولات حين مناص ، فالطرف منه جلي حين ينظر المتقون إلى رحمة الله وكما وعدوها ، ومنه خفي حين ينظر الظالمون الآيسون من رحمة الله وقد منعوها ، كما وينظرون إلى النار التي عرضوا عليها من طرف