القيادة غير المعصومة ، ثم لا يضر الأمة الإسلامية أخطاءها القليلة وجاه عوائدها الكثيرة ، ومن أهمها صراع العقليات الإسلامية وسباقها على ضوء الكتاب والسنة والسياسة حيث تصنع أمة صارمة متكاملة غير جامدة.
وكما نرى القرآن المبين ـ على بيانه النور المتين ـ يخرّضنا على التدبر في آياته ، ولكي نستنبط من خفياته ، سبرا لأغواره ، ولكي نحصل بكل جد واجتهاد ، على ما أسرّه ، دون أن يوضّح لنا كل شيء وضح النهار ، كيلا تبطل عقولنا ، أو تجمد أفكارنا ، بل نكون دائبين في التدبر والتفكير ، ولكي يصنع أمة لها حيويتها البنّائة ، في استقلاليتها وقوامتها ، قائمة على سوقها على ضوء القرآن والسنة المحمدية (صلى الله عليه وآله وسلم).
فعصمة القرآن ثم السنة القاطعة تعصم المسلمين عن التفلّت والانحراف ، إذا عاشوا القرآن في شورى دائبة من النخبة العابدة ، دونما استبداد واستقلال فاستغلال الكتلة المؤمنة ، وإنما الشورى والشورى فقط تكفل تلك الحيوية المجيدة المستغنية عن كل شارد ووارد ، حضورا لمختلف شعوب المسلمين في مصالحهم الجماعية ، أخذا لأزمّتهم بأيديهم ، فلا يحكمهم إلّا الله ومن يحكم بحكم الله ، ف (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)!.
فلنكرّس طاقاتنا كلها للشوراءات المتواصلة عبر زمن غيبة القيادة المعصومة ، ولكي نقوم على سوقنا ونحيى حياة طيبة سلمية إسلامية ، لا استسلامية تقليدية ذليلة.
وترى إذا كانت الشورى هي المرجع زمن الغيبة الكبرى فما هو موقف ولاية الفقيه؟.
أقول : إن ولي الأمر أيضا هو منتخب الشورى يرأسها على ضوء الشورى ، وهو يلي أمر المسلمين ولاية محددة بها دون استقلال له فيما يرتإيه ، فقد يتفق رأي الشورى أو أكثريتها المطلقة على واحد من أهلها ، فهو الذي يرأسها ، أم يتفقون أو أكثرهم على أكثر من واحد ، إذا فحصيلة الشورى هي شورى