والشورى فيما سوى الأولى بحاجة إلى تحضير قبلها ، أن يفكّر أهلوها قبلها فيما يتشاورون ، ثم بالشورى يتفاوضون ويستنجدون.
وحصالة البحث في حقل الشورى أنها سبيل دائبة هي لزام الإيمان فيما لم يتبين رشده بوحي أم سواه ، من أحكام شرعية أم سياسية ، ومن انتخاب النخبة في كل حقل ، يتبنّى في كل ذلك العقلية الإسلامية في كاملها بكافة الجهات ، ولكي يحصل بالشورات الإسلامية ركامات من العقليات المجتناة من وقباتها ، من عسيلات الآراء حيث تستخلص من مزيجات لا تصلح.
فلا شورى في انتخاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة بعد الرسول حيث الانتصاب بوحي الله يغني عن الانتخاب ، ولا في الأحكام الضرورية شرعية وسياسية ، حيث الشورى ضرورة عند الاضطرار ، وإنما الشورى في انتخاب النخبة التي تتشاور فيما تحتار فيه الأمة الإسلامية وهم «العابد من أمتي» ثم هم يتشاورون فيما يصلح الأمة ويخرجها عن الحيرة ، حيث يوضّح الحق جماهيريا ويوحد كلمة المسلمين على القول الأحسن ، دون تفرّد واستبداد.
فالشورى تنوب مناب ما نخسره من غياب العصمة ، فإنها اجتهاد متراصّ دائب يجعل من المسلمين مفكرين متفاوضين في أفكارهم ، دون أن يظلوا أجسادا بلا أرواح لا يفكرون ولا يتدبرون.
فكما العصمة في القيادة صالحة ضرورية لتبني أساس الإسلام ، كذلك الشورى النائبة عن العصمة حيث تسد عن كل نائبة ، هي أيضا صالحة لاستمرار الحيوية البنائة الإسلامية ، غير الجامدة.
فحين ما نخسر قيادة العصمة زمن الغيبة ، نربح بديلها استمرارية عصمة الشورى حين تعصمنا عن التمزق والانزلاق ، وتقليلا من أخطاء