وفي الجماعة انما يتشاور الجماعة المعنية العارفة بما يتشاور فيه ، ثم يؤخذ بالأكثر رأيا فإنه أحسن قولا ، ولا تعني الأكثرية في الكمية هنا إلّا دعما للكثرة الكيفية.
فللشورى ضوابط عدة تجمعها «العابد من أمتي» كما في حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يتبنّى طاعة الله وعبادته في الشورى ، أن تكون على خبرة وعقلية وعلم واطلاع وأمانة واضطلاع (١) ف «لا ظهير كالمشاورة (٢) إذا ، كما أنها تكسر الظهر إذا لم تتوفر فيها شروطها.
__________________
وفي المجمع روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من رجل يشاور أحدا إلا هدي الى الرشد(٥ : ٥٨٤ نور الثقلين).
(١) وفي الدر المنثور ٦ : ١٠ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد امرا فشاور فيه وقضى هدي لأرشد الأمور وقال سليمان بن داود (عليه السلام) لابنه يا بني! عليك بخشية الله فانها اعانة كل شيء يا بني لا تقطع امرا حتى توامر مرشدا فانك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بني عليك بالأول فان الأخير لا يعدله.
وفي سفينة البحار ٧١٨ عن الصادق (عليه السلام): لا تستشر السفلة في أمرك وإياك والخلاف فان خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا وقيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما الحزم؟ قال : مشاورة ذوا الرأي واتباعهم وعن الصادق (عليه السلام) ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به ان يستشير رجلا عاقلا له دين وورع وقال : ان المشورة لا تكون إلا بحدودها فمن عرف بحدودها وإلا كانت مضرتها على المستشير اكثر من منفعتها له فأولها أن يكون الذي يشاوره عاقلا ثانيها ان يكون حرا متدينا ثالثها ان يكون صديقا مواخيا والرابعة ان تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك ثم يستر ذلك ويكتمه فانه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته وإذا كان حرا متدينا جهد نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك إذا أطلعته عليه وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك تمت المشورة وكملت النصيحة».
(٢) نهج البلاغة ح ٥٤ وفي ح ١١٣ لا ظهير أوثق من المشاورة.