ناضجة غير مارجة ولا مازجة ، فهنا الجواب : كلا يا الله!
(هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) و «من» هنا لها موقعها المكين ، والقول إنها زائدة قولة زائدة مايدة ، حيث تجتث هنا كون اي خالق إلّا الله ، حتى من قد يسمى خالقا في كلام الله : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي) فان «اذني» يخرجه عن حق الخالقية وحاقها ، فانما هو خلق «باذني» وليس دونه خلق حتى كهيئة الطير دون روح!
ومن شؤون الخالق ان يرزق الخليقة ، ف (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ ..) وإذ ليس غيره خالق ، ولا غيره رازق (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) صرفا الى غير الخالق الرازق وهو مخلوق مثلكم مرزوق؟!.
... (يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ :) رزقا للأرواح والأجساد ، فمن سماوات الوحي ترزق أرواحكم ، ومن الأرض وسماء الأرض ترزق أبدانكم!
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) خالقا ورازقا (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) تصرفون كذبا وخداعا ، الى من لا يملك خلقا وهو يخلق ، ومن لا يملك رزقا وهو يرزق؟! (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)!
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٤) :
لا تأسف على تكذيبهم ، فقد كذبوا رفاقك من قبل ، وما أنت الّا رسول ، : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) (٦ : ٣٤)!