(وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ)(٣١).
«هو الحق» كله ، ثابتا ما بقي الدهر دون نسخ ولا تحريف ، مهما كان ما بين يديه حقا لردح من الزمن ، ولكنه بطل أولا بتحريف ومن ثم بنسخ ، فهو الترجمة الصحيحة النهائية لحقيقة الكون ، والصحيفة المقروة من كتاب الكون وهو الصفحة الصامتة!
(وَالَّذِي أَوْحَيْنا .. مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) من وحي ، دون خليطه بغير وحي ، ف (إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) انهم بحاجة الى حق لا ينسخ ولا يحرف ، وانهم حرفوا كتابات السماء من قبل ، لذلك اوحى إليك «الحق» كله هدى للناس.
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)(٣٢).
«الكتاب» هنا هو القرآن لسابق ذكره (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ) «ف «ثم» بعد (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ) (أَوْرَثْنَا الْكِتابَ ..).
فمن هو الوارث للكتاب القرآن بعد من اوحي اليه؟ أهم كل المسلمين وكما في بني إسرائيل (لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٤٠ : ٥٤) وقد تشمل الوارث الشاك! : (وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (٤٢ : ١٤) كما يشمل حملة وحي الكتاب الآخرين : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ