ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرّفهم نفسه فالمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمّه أبوه النّور وأمّه الرحمة وانّما ينظر بذلك النور الذي خلق منه.
أقولُ : ووجه آخر لاخوة المؤمنين انتسابهم إلى النبيّ والوصيّ فقد ورد : انّه صلّى الله عليه وآله قال : انا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة ووجه آخر انتسابهم الى الايمان الموجب للحياة الابديّة فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : صدقة يحبّها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا.
وعنه عليه السلام : لأن أصلح بين اثنين أحبّ إليّ من أن أتصدّق بدينارين وعنه عليه السلام : انّه قال لمفضّل إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي وفي رواية قال : المصلح ليس بكذّاب وَاتَّقُوا اللهَ في مخالفة حكمه والإهمال فيه لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ على تقواكم.
(١١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ أي لا يسخر بعض المؤمنين والمؤمنات من بعض إذ قد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر القمّيّ : نزلت في صفيّة بنت حيّ بن أخطب وكانت زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله وذلك أنّ عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها يا بنت اليهوديّة فشكت ذلك الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لها الا تجيبيهما فقالت بماذا يا رسول الله قال قولي انّ أبي هارون نبيّ الله وعمّي موسى كليم الله وزوجي محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله فما تنكران مني فقالت لهما فقالتا هذا عمّك رسول الله صلّى الله عليه وآله فأنزل الله في ذلك يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ الآية وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ولا يعيب بعضكم بعضاً وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ولا تدعوا بعضكم بعضاً بلقب السوء بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ أي بئس الذكر المرتفع للمؤمنين اي ان يذكروا بالفسق بعد دخولهم الايمان واشتهارهم به وَمَنْ لَمْ يَتُبْ عمّا نهي عنه فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ بوضع العصيان موضع الطاعة وتعريض النفس للعذاب.