(٢٧) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ذو الاستغناء المطلق والفضل العام وذلك لأنّك إذا استقريت جهات الموجودات وتصفّحت وجوهها وجدتها بأسرها فانية في حدّ ذاتها الّا وجه الله اي الوجه الذي يلي جهته والقمّيّ كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ قيل من على وجه الأرض وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ قال دين ربّك.
وعن السجّاد عليه السلام : نحن وجه الله الّذي يؤتى منه.
وفي المناقب عن الصادق عليه السلام : وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ قال نحن وجه الله.
وفي التوحيد عن الجواد عليه السلام في حديث : وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصّور والهجاء ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالماً.
(٢٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
(٢٩) يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فانّهم مفتقرون إليه في ذواتهم وصفاتهم وسائر ما يهمّهم ويعنّ لهم والمراد بالسؤال ما يدلّ على الحاجة الى تحصيل الشيء نطقاً كان أو غيره كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ من احداث بديع لم يكن كذا.
عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة رواها في الكافي والقمّيّ قال يحيي ويميت ويرزق ويزيد وينقص.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : في هذه الآية قال من شأنه ان يغفر ذنباً ويفرّج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين قيل هو ردٌّ لقول اليهود انّ الله لا يقضي يوم السّبت شيئاً أو انّه قد فرغ من الامر.
(٣٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
(٣١) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ وقرئ بالياء قيل أي سنتجرّد بحسابكم وجزائكم وذلك يوم القيامة فانّه ينتهي يومئذ شئون الخلق كلّها فلا يبقى الّا شأن واحد وهو الجزاء فجعل ذلك فراغاً على سبيل التمثيل وقيل تهديد مستعار من قولك لمن تهدّده سأفرغ لك فانّ المتجرّد للشّيء كان أقوى عليه واجدّ فيه والثّقلان الجنّ والإنس.
والقمّيّ قال نحن وكتاب الله والدّليل على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : انّي تاركٌ فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.