فلا يردون إلّا جهنم ليشربوا من حميمها ، هذا لطغواه وذلك لتقواه حيث اتقى يوم الدنيا عن ورد الجحيم ، وهؤلاء طغوا وبغوا فلهم ـ إذا ـ ورد الجحيم :
(لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ) ان يشفعوا او يشفع لهم لا أولاء ولا هؤلاء (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) وعامته عهد العبودية (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٢٦ : ٦١) وذلك تعم الشافعين والمشفع لهم ،
ثم وخاصته عهد الشفاعة كشافعين (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٤٣ : ٨٦) :
فلا شفاعة هناك بين العبّاد والمعبودين من دون الله ، إذ لا عهد لهم اتخذوه عند الرحمن ، وقد زال عزهم المخيّل إليهم هناك ، كما لم يكونوا لهم عزا هنا (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ)!
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا)(٨٩).
واتخاذ ولد للرحمان أيا كان حقيقة او تشريفا ، إنه إذ : منكر فضيح فظيع «شيئا» واقعا ولن يكون! ام قولا زورا فلا يهون.
(تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً)(٩٢) :
لو لا أن الله يمهل هؤلاء الحماقى الأغباش ، لكان تفطّر السماوات وانشقاق الأرض وخرور الجبال هدا : في هدم واقع ساقط ـ واقعا ، إذ هي (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (١٨ : ٥٠) فإنهم (لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) فانه الخالق