وانها قولة تكرر من حماقى الطغيان ، كأنهم يملكون الكون بمكوّنه ، فهم يحاسبون بديل ان يحاسبوا ، فكما هم أولاء هنا غارقون فيما يشتهون ، كذلك هم في الأخرى ـ لو كانت ـ فيما اشتهت أنفسهم خالدون :
وهل ان (الَّذِي .. وَقالَ) شخص كافر غابر ليخصه التعجيب التأنيب؟ علّه نعم حيث العبارة العامة «الذين .. يقولون»! او علّه لا مهما كان موردا لنزول الآية حيث المورد لا يخصص ، ف «لا تكونن ممن يقول في شيء انه في شيء واحد».
ويظهر من «كفر» حادث الكفر بعد الايمان ، ام مزيده دون ايمان ، فيعم التعرق في الشرك كالذي خاطب خباب بن الأرثّ حين طالبه دينا كان له عليه فأجاب بما أجاب : «موعد ما بيني وبينك الجنة فو الله لأوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا» (١) كما يعم ضعيف الايمان الذي كفر حين خيّل اليه ان الكفر يجلب مالا وولدا!
«كلا»! ليس كما يهرف بما لا يعرف «سنكتب» عليه «ما يقول» قولة نكراء وهي وبالة عليه (وَنَمُدُّ لَهُ) هناك (مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) بدلا عن اي مال وولدا! (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) لو اوتي هنا او هناك مالا وولدا ف (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) (١٩ : ٤٠)(وَيَأْتِينا فَرْداً) دون مال ولا ولد فمم يكون له ـ إذا ـ مال وولد؟! :
__________________
(١) رواه فيمن رواه القمي عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) ومثله في معناه في الدر المنثور عن خباب بن الأرت قال كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت : لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث ، قال فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله الآية.
أقول تخصيص نزول الآية بموردها هذا بعيد ، إلا ان يكون من مصاديقها.