ويرجع الى الإنسان حالا واستقبالا ، حيث الثواب هو رجوع الشيء إلى حالته المقدرة المقصودة (وَخَيْرٌ مَرَدًّا) مكان ردها وزمانه في الجنة يوم القيامة وما قبلها.
واما الطالحات الزائلات بشهواتها ولهواتها ، الباقيات بخطراتها التي هي لزام فاعليها ، إنها شر عند ربك عقابا وشر مردّا ، فمن هو إذا خير مقاما وأحسن نديا وأثاثا ورئيا وخير مكانا وأقوى جندا؟ أهم أصحاب الباقيات الصالحات ، ام الزائلات الباقيات الطالحات؟!
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً)(٨٠).
«أفرأيت» استفهام عجاب واستنكار في (الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) الدالة على توحيد الربوبية ومعادها والرسالة الإلهية بينهما ، كفرا بمثلث الآيات آفاقية وأنفسية.
فرغم أنه (كَفَرَ بِآياتِنا) كلها دون إبقاء ، يتميع بما يخيل اليه انه يتمتع (وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) هنا ام في الحياة الأخرى ، وانا رابح في الاولى الواقعة ، وفي الأخرى لو انها واقعة (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) (١٨ : ٣٦).
طنطنة حمقاء ، وهمهمة جوفاء ، ويكأن وفرا من المال والولد هو جزاء الكفر بآيات ربنا! (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) فيما هنا ام هنا «ام اتخذ» هنا لما هنا وهناك (عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) فلا غيب له مطلع ، ولا عهد عند الرحمن فإنهما أو واحدهما لزامهما صلة عريقة مع الرحمن ، وقد (كَفَرَ بِآياتِنا) فما قولته الجوفاء إلّا طنطنة خواء وهرطقة هراء والله منها براء: