النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ) و (مِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) تعمان كل نبي وكل صديق في تاريخ الرسالات الإلهية ثم (وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) تشمل كل شهيد وصالح.
إذ ليس (مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) نبي أم ولا صديق إلا في ذريته وذريتهم ، والنص (مِمَّنْ حَمَلْنا) لا «من ذرية من حملنا» حتى تعني النبيين من هذه الذرية ، ثم ولا تختص النبوة بذرية إبراهيم وإسرائيل حتى تعني النبيين من هذه الذرية.
إذا ف «من» الأولى بيانية وسائر الأربع تبعيضية ، تحمل الخمس المنعم عليهم الاربعة (مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ).
وفي تقسيم أبعاض الآية الى المذكورين تكلف ظاهر : أن (مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ) هو إدريس وحقه إذا «من نبي من ذرية آدم»! ثم (وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) إنه إبراهيم إذ هو من ذرية من حمل مع نوح ، وحقه إذا «ومن ذرية نوح او من ذرية من حملنا مع نوح»! ثم (وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) ان «من ابراهيم» : «إسماعيل وإسحاق» ومن إسرائيل «زكريا ويحيى وعيسى وموسى وهارون! وحقه إذا (مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ) حيث تعم كافة النبيين من فرعيه : إسماعيل وإسرائيل دون اختصاص بالمذكورين.
وقد يكون في «من (حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) صديق كما فيهم صالح وشهيد ، ولكنما (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) يعم مع النبيين غير المذكورين هنا كل صديق وصالح وشهيد ، كما (مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ) تعم كافة النبيين في صفحات النبوات!.
ومواصفة لهم ثانية شاملة للأربع : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) فإنهم المنعم عليه بنعمة الهداية والعبادة القمة ، لا تخالجهم