الآن ايضا صبيا ام شابا او شائبا هرما؟
علّ «كان» هنا تامة وصبيا حال ، كيف نكلم طفل المهد حال صباه وليس يأهل لكلام او حوار ما كان في المهد ، إذا ف «كان» تركز صباه انه بعد طفل المهد ولما يخرج منه حتى يؤهل لكلام ، و «كان» هذا كاضرابها في سائر القرآن تدليلا على تمكّن مدلولها في حال ام ماذا (١).
والقول ان «كان» هنا زائد زائد من القول إذ لا يليق بفصيح الكلام كسائر القول هنا إلا ما نبهنا عليه والله اعلم بما «كان»!.
(قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ)(٣٤).
تنزيهات سبع تخصه ، تغلق عليه السبع أبواب جحيم الافترائات الموجهة اليه ، المفتحة عليه ، وثامنة هي تقديسة تامة هامة تكرس حياته الطاهرة وحياة امه الزاهرة العذراء: (وَالسَّلامُ عَلَيَّ)!
والحق أقول إنه بيان صارم على اختصاره يجرف عنها كل هرطقة عارمة تهرف او كلمة تحرف في كتابات مزورة!.
__________________
(١) مثل قوله تعالى : «قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً» (١٧ : ٩٣) ان البشرية والرسالة تمكنتا في فلا املك ما يملكه ربي ـ وقوله تعالى : «وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» (١٧ : ٣٦) حيث النصرة لزام الولي المقتول .. وكذلك «مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا» حيث الصبا بعد لزامه ولما يخرج من صباه!.