الامريكية تعترض على جوانب من هذه القصة حسب القرآن قائلة : (١) «ان القرآن مشتبه في قصة مريم إذ ينسب إليها قصة هاجر أم إسماعيل ، فانها هي التي كانت في البرية وهزت إليها بجذع النخلة ومريم كانت في بيت لحم اليهودية والمسيح لم يتكلم في المهد وهذه كلها مأخوذة من خرافات المسيحيين دون سناد عن كتابات الوحي (٢).
وعجب من هؤلاء كيف يخطئون في قصة هاجر وهي في برية لا ماء فيها ولا كلاء ولا نخلة أماذا؟ ثم أنى لهم أن المكان القصي الذي انتبذته مريم كانت برية قفرا فلا شجرة فيها ولا نخلة ، فهل القصي في قاموسهم هو القصي عن الماء والكلاء؟ وليس إلا البعيد القاصي عن أهلها وعن ملاء الناس لكيلا يرونها تضع حملها فلا يسارعونها في الاتهام ، وليست النخلة إلا في المعمورة ، فقصيهم ـ إذا ـ قصي عما يرام!
فهل ان القصي الطري المعمور بالنخلة ورطبها الجني أحرى بهذه الولادة المباركة للعذراء الطاهرة أم الآخور معلف الحيوان كما ينقله الإنجيل؟
فان زعمت الجمعية الرسولية أن مكانها القصي خلو من النخل فإنجيل يوحنا يصرح : «ان الكثيرين في أورشليم أخذوا سعوف النخل وخرجوا للقاء المسيح» (١٣ : ١٢ ـ ١٣) وبيت اللحم من ضواحي أورشليم (٣).
وحين لا تسمح هذه الجمعية لمريم الطاهرة كرامة الرطب الجني تدنس
__________________
(١) راجع كتابنا «عقائدنا» ص ٥٠٠ ـ ٥٠٣ وما قبلها وبعدها ففيها تفصيل مقارن للقصة بين القرآن والإنجيل.
(٢) ج ٢ ص ٩٢ ـ ٩٣ من الهداية للجمعية الرسولية الامريكية نقلا بالمعنى.
(٣) سبق ان من المحتمل في المكان القصي بعد بيت اللحم هو الكوفة وكلاهما من منابت النخل كما
في روضة الكافي باسناده الى حفص قال : رأيت أبا عبد الله يتخلل بساتين الكوفة فانتهى الى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد فأحصيت في سجدة ـ