أترى لماذا (إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) دون «النخلة»؟ عله للاشارة الى يبوستها أن بقي لها جذع خشبة تلتجئ به! حيث الجذع هو القطع فهو إذا مقطوع النخل منفصلا عنه ام قطعا عن حياته وما أنسبه لجوء العذراء التي ليست لتلد دون بعل الى جذع النخلة اليابسة عن وليد الثمر ، وليتشابها حين أثمر!
(فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)(٢٤).
لقد ولد المسيح (عليه السلام) هكذا إلى جذع النخلة وفي حديث أنه كان يوم العاشور (١) أم ماذا (٢) ما ندري إلّا أنه ولد فيا لله! طفل هو حمل لفترة قصيرة ووليد اللحظة ، ينادي أمه من تحتها ، يطمئنها في حالها الغريبة المضطربة ، ونفس نداءه تطمئنها دون ان تحمل هذه البشارات : (أَلَّا تَحْزَنِي) لكربتك على غربتك ، لوحدتك حين وهدتك (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) من الرّفعة ، وهو المسيح الرفيع ، او من السري : السريان : نهرا سريا خلق الساعة (٣) ، ووليدا سريا يسرى صيته ويجري صوته في مشارق الأرض
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٢ في تهذيب الأحكام عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال وقد ذكر يوم عاشوراء ـ وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم (عليه السلام) ...
(٢) المصدر في من لا يحضره الفقيه عن الرضا (عليه السلام) قال : ليلة خمس وعشرون من ذي القعدة ولد فيها ابراهيم (عليه السلام) وولد فيها عيسى بن مريم (عليه السلام).
(٣) الدر المنثور ٤ : ٢٦٨ واخرج الطبراني وابن مردوية وابن النجار عن ابن عمر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ان السري الذي قال الله لمريم (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) نهر أخرجه الله لها لتشرب منه واخرج مثله الطبراني في الصغير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقد روي في المجمع عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): ضرب جبرئيل برجله فظهر ماء عذب يجري.