الشمس تغرب هناك كأنها (عَيْنٍ حَمِئَةٍ) : المحيط الغربي الذي فيه الجزائر «الخالدات» حيث كانت مبدء الطول الجغرافي مسبقا ثم غرقت.
والعين الحمئة قد تعني إضافة الى السوداء حيث الحمأة هي الطين الأسود ، قد تعني الحارة حيث الحمأ هي الحرار المتولدة من الجواهر المحميّة والمغرب الأقصى في افريقيا الحارة من أحرّ ما فيها ، فبحره حار كما برّه ، فهي (عَيْنٍ حَمِئَةٍ) في حمأتين! حرارة في سواد وحمرة ، كما الشمس ترى عند غروبها محمرّة.
لا نعرف بالضبط المحدّد ذلك المكان إلّا ما عرّفنا الله (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وكفانا!
وانما القصد القوم الذين عند المغرب الأقصى حيث ظلموا وأتاهم ذو القرنين تأديبا وتقويما : (وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً)(٨٦)؟ وجد عند الشمس في مغربها قوما ، في منتهى اليابسة الغربية ، لا عند الشمس ذاتها! ام عند العين الحمئة فيفيد نفس المعنى.
يجد هناك قوما حمئا عند عين حمأة. أتراه تغاضيا عن أقوام ظالمين بينه وبين مغرب الشمس والأقرب يمنع الأبعد؟ طبيعة رسالة عادلة كملكية كهذه تقتضي وتقضي بعدم التغاضي ، ولكنه كيف؟ لا ندري!
(.. قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)(٨٦).
هل القول الخطاب هنا دليل على نبوة للمخاطب؟ كلا! حيث الخطاب أعم من وحي النبوة والإلهام كما في مريم وأم موسى وآدم قبل توبته وقد يجوز انه كان معه نبي يوحى اليه بواسطته كما كان لطالوت بنبيّ معه!
وترى الترديد التخيير بين التعذيب واتخاذ الحسن ليس تخييرا بين الحسن والقبيح ، لقرن التعذيب باتخاذ الحسن؟