او ركوبا بالوسائل القديمة إلّا في سنين بمعدات قد تستحيل مهما طال الزمن ، وهي اولى السفرات الثلاث الطائلة لذي القرنين ، فلو لا أنه (أَتْبَعَ سَبَباً) سماويا آتاه الله لما قطع واحدة منها إلّا انقطع ولمّا!
مغرب الشمس وقتذاك هو آخر المعمورة اليابسة من الجانب الغربي ، وإلّا فلا مغرب للشمس كنقطة خاصة من المعمورة ، ولكلّ أفق من الشمس مشرق ومغرب عدد أيام السنة!.
فلأن ذا القرنين كان من الشرقيين أيا كان ، فمغرب الشمس بالنسبة الى مبدءه في سفرته هو المغرب الأقصى إلى جانب البحر حيث الأفق البحري لغروبها مد البصر في البحر ، هو بحر الظلمات المسمى بالمحيط الأطلانطيقي.
(وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) أترى الشمس تغرب في عين حمئة أم غير حمته ، ولا غروب حقيقيا للشمس ، فلها مشارق ومغارب منذ خلقت حتى يوم تكويرها ، دون شروق مطلق ، ام غروب مطلق بالنسبة لارضنا وأضرابها ، ام هي شارقة دون غروب بالنسبة لنفسها .. ثم وهي في مشارقها ومغاربها ، وفي مشرقيها ومغربيها ، وفي مشرقها ومغربها ، لا تشرق او تغرب إلّا في ملتقى أفقي الأرض بريا او بحريا وأفق السماء (١) دون عين حمئة إمّا ذا؟
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٠٦ ج ٢٢١ في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبي ذر عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : كنت آخذا بيد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ونحن نتماشى جميعا فما زلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت : يا رسول الله! (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّى تغيب الشمس؟ قال : في السماء ثم ترفع من سماء الى سماء حتى ترفع الى السماء السابعة .. أقول قوله «في السماء» ظاهر لا مرية فيه انها تغرب في ملتقى الأفقين الارضي والسماوي ، واما «ترفع في سماء الى سماء .. حتى ترفع الى السماء السابعة» انه اما مؤول او مختلق مردود ، وتأويله انه ـ