في الأرض ، من اسباب معرفة الحق الناصع الصراح عن الباطل (١) ومن اسباب السفر كالسحاب الذلول إمّا ذا؟ (٢) ومن اسباب الضوء حيث تضيء له ليلا كما تضيء الشمس نهارا فهو ذو قرني الليل والنهار حيث هما عليه سواء؟
ومن اسباب الشبع والريّ منّا او سلوى أمّاذا؟ ثم ومن أسباب التفتح في مشارق الأرض ومغاربها كسبب تفهّم مختلف اللغات (٣) وأضرابه كالطرق
__________________
(١) المصدر ج ٢١٦ ص ٣٠٤ عن تفسير العياشي جبرئيل بن احمد عن موسى بن جعفر رفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ان ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ما شاء الله ثم ركب البحر ..
و ٢١٥ العياشي عن الأصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : سأل عن ذي القرنين ـ ثم سار في جوابه (عليه السلام) الى قوله : ثم رفعه الى السماء الدنيا فكشط له عن الأرض كلها جبالها وسهولها وفجاجها حتى ابصر ما بين المشرق والمغرب وآتاه الله من كل شيء يعرف به الحق والباطل وأيده في قرنيه بكشف من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ثم اهبط الى الأرض واوحى اليه ان سر في ناحية غربي الأرض وشرقيها فقد طويت لك البلاد وذلّلت لك العباد فأرهبتهم منك ، فسار ذو القرنين الى ناحية المغرب ... فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له اهل المشرق والمغرب وذلك قول الله (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ...).
(٢) في الدر المنثور ٤ : ٢٤٢ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن قتادة .. فخير بين ذلال السحاب وصعابها فاختار ذلالها فكان يركب عليها.
وفي تفسير البرهان ٢ : ٤٨١ ج ١١ عن الباقر (عليه السلام) اما ان ذا القرنين قد خير بين السحابتين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب فقلت : وما الصعب؟ فقال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق فصاحبكم يركبه اما انه يركب السحاب ويرقى في الأسباب اسباب السماوات السبع والأرضين السبع خمس عوامر وثنتان خراب.
(٣) الدر المنثور ٤ : ٢٤٧ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) قال : علما من ذلك تعليم الالسنة كان لا يعرف قوما الا كلمهم بلسانهم.