لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٢٤ : ٥٥)
ثم وأدنى منها ما كان لداود وسليمان بين النبيين ولذي القرنين بين الملوك الصالحين ، وادنى منه ما كان لطالوت امّن ذا؟
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ) في تأكيدات ثلاثة ترفع من شأن هذه السلطة المباركة و «في الأرض» تعممها في كافة أرجاء المعمورة ، فقد ذلت له الصعاب واستسلمت له البلاد!
والسبب أيا كان هو الذي يتوسل به الى غاية لا تحصل إلّا به ، من عقلي او علمي او عملي.
ثم الأسباب لبسط الملك إمّا ذا؟ قد تكون حاضرة ظاهرة ، وأخرى حاضرة غير ظاهرة ، ام ظاهرة غير حاضرة تحصل بمحاولة بشرية مهما طالت ام قصرت ، صعبت ام يسّرت ، فهي في نطاق العلم والقدرة البشرية ممكنة! وثالثة لا من هذه ولا تلك ، بل هي خفية عن العلم بعيدة عن القدرة ، فلا يؤتيها إلّا الله لمن يشاء ويرضى! (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) يعني ثالثتها وهي الأسباب الخارقة الإلهية التي تقصر دون التوسل بها العقول والعلوم وساير القدرات غير الإلهية!
و «كل شيء» هنا لا يعني الاستغراق الشامل لسبب الوحي والنبوة واضرابها! وانما «كل شيء» في سبيل تمكينه في الأرض ، ثم ولا يعني كلا من هذا الكل ، وانما البعض من كلّ قدر ما يحتاجه كما تلمح له «من»!
فقد آتاه الله بعضا من الأسباب اللائقة من كل شيء في سبيل تمكينه