ثم «ويسألونك» يشمل زمن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإلى اعماق المستقبل ، فلا جواب صالحا عن ذي القرنين إلّا ما أجاب ، ومهما كان السؤال عنه في العهد الرسولي من اليهود (١) ولكنما العهد الرسالي وهو منذ الرسول الى يوم الدين تشمله «ويسألونك»!
و «ذكرا» هنا يدلنا أنه لا يقص قصص ذي القرنين إلّا طرفا منها هاما يذكرنا موقفه في تمكنه في الأرض ، حيث لم يستخدمه إلّا خدمة للناس وطردا للنسناس الخناس .. و «ذكرا» يعني قرآنا يذكر قدر الواجب الصالح تذكرة.
ولا يستثني هنا بمشيئة الله حيث القائل هو الله ، وإنما الناقل هو رسول الله والله لا يستثني ما يريده بمشيئته اللهم إلّا تعليما (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ)!
__________________
(١) المصدر ٢٤٠ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال قالت اليهود للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) : يا محمد! انما تذكر ابراهيم وموسى وعيسى والنبيين ، انك سمعت ذكرهم منا فأخبرنا عن نبي لم يذكره الله في التوراة الا في مكان واحد ، قال (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ومن هو؟ قالوا : ذو القرنين ، قال : ما بلغني عنه شيء فخرجوا فرحين وقد غلبوا في أنفسهم فلم يبلغوا باب البيت حتى نزل جبرئيل (عليه السلام) بهؤلاء الآيات (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ. :).
وفيه واخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفر قال : دخل بعض اهل الكتاب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فسألوه فقالوا : يا أبا القاسم كيف تقول في رجل كان يسيح في الأرض؟ قال : لا علم الي به! فبينما هم على ذلك إذ سمعوا نقيضا في السقف ووجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) غمة الوحي ثم سرى عنه فتلا («وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) الآية فلما ذكر السد قالوا : أتاك خبره يا أبا القاسم حسبك.