السلام تلك غرف بناها الله لأوليائه بالدّرّ والياقوت والزبرجد سقوفها الذّهب محبوكة بالفضّة لكلّ غرفة منها ألف باب من ذهب على كلّ باب منها ملك موكّل به وفيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها المسك والعنبر والكافور وذلك قول الله تعالى وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ الحديث وقد سبق بعضه في سورة الفاطر وبعضه في سورة الرعد.
(٢١) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ عيوناً وركايا ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ يثور عن منبته بالجفاف فَتَراهُ مُصْفَرًّا من يبسه ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً فتاتاً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لتذكير آياته لا بدّ من صانع حكيم دبّره وسوّاه وبأنّه مثل الحياة الدنيا فلا يغترّ بها لِأُولِي الْأَلْبابِ إذ لا يتذكّر به غيرهم.
(٢٢) أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ حتّى تمكّن فيه بيسر فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ.
في روضة الواعظين عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه قرء هذه الآية فقال إنّ النّور إذا وقع في القلب انفسخ له وانشرح قالوا يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها قال التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله.
والقمّيّ قال نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام والعامّة نزلت في حمزة وعليّ وما بعده في أبي لهب وولده فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ من اجل ذكره وهي أشدّ تأبّياً عن قبوله من القاسي عنه بسبب آخر فمن ابلغ هنا.
القمّيّ عن الصادق عليه السلام : القسوة والرقّة من القلب وهو قوله فَوَيْلٌ الآية أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.
(٢٣) اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ يعني القرآن كِتاباً مُتَشابِهاً يشبه بعضه بعضاً في الإِعجاز وتجاوب النّظم وصحّة المعنى والدلالة على المنافع العامّة كذا قيل مَثانِيَ