لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ)(١١)
سورة الرعد صورة عن جملة من بوارع الكون وقوارعه ترعد وترعد وتطوف بالقلب بجولات في مجالات شاسعة واسعة ، وتحلّق العقول فيها فتعلّقها بحقائق جمة من كتابي التدوين والتكوين ، اتصالا بعظم الخلق فوصولا إلى معدن العظمة : الخالق العظيم.
«المر» هي كسائر الحروف المقطعة من مفاتيح كنوز القرآن ، لا نعرف من معانيها شيئا إلّا ما يعرّفنا من خوطب بوحي القرآن ، بما يروى عنهم قاطعة قاصعة لا تقبل أية ريبة ولا شائبة ، دون روايات آحاد متناحرة تخرص ولا يحرس كالتي تقول «.. ويقوم قائمنا عند انقضائها بآلمر» (١) أمّا
__________________
(١) تفسير العياشي عن أبي لبيد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : يا لبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى أنزل : (الم ذلِكَ الْكِتابُ) فقام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مائة سنة وثلاث سنين ثم قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار ليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه ثم قال : الالف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون ، والصاد تسعون فذلك مائة وواحد وستون ثم كان بدو خروج الحسين بن علي (عليه السلام) «الم» فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها بآلمر فافهم ذلك وعد واكتمه».