فكما ان آدم كان مسجودا له شكرا لله ، لا مسجودا له عبادة له واحتراما كما لله ، كذلك يوسف كان مسجودا له شكرا دون عبادة او احترام ، لا سيما إذا كان ساجدا معهم! أ
ترى ـ بعد ـ ان يوسف انتقص من حرمة أبويه أن «دخله عز الملك فلم ينزل إليه» حتى يجزي بانقطاع النبوة عن نسله؟ (١) وقد استقبلهما إلى خارج مصر وقال ما قال وفعل ما فعل بحرمتهم وكرامتهم! أو تراه لم يترجل لأبيه حين لقياه وقد ترجل له أبوه (٢)؟ أن (أَخَذَتْهُ
__________________
ثم أقول وفقا لصدر الحديث يروى القمي عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا اليه وكان ذلك السجود لله وفي تفسير العياشي عن أبي عبد الله (عليه السلا) في الآية قال : كان سجودهم ذلك عبادة لله.
(١) نور الثقلين : ٢ : ٤٦٦ ح ٢٠١ في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن مروك بن عبيد عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ان يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوب (عليه السلام) دخله عز الملك فلم ينزل اليه فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف يا جبريل! ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟ فقال : نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل الى الشيخ يعقوب فلا يكون من عقبك نبي.
(٢) المصدر ح ٢٠٣ في كتاب علل الشرايع باسناده الى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له : يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له ابسط يدك ... وباسناده الى هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما اقبل يعقوب الى مصر خرج يوسف ليتقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب ثم نظر الى ما هو فيه من الملك فلم يفعل فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال له يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك ، ما منعك ان تنزل الى عبدي الصالح ما أنت فيه؟ ابسط يدك ... فقال ما هذا يا جبرئيل فقال : انه لا يخرج من صلبك نبي ابدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل اليه.