ليشرف على الناس فتراجع النّاس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون فقام رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم فوق تلك الأحجار ثُمَّ حمد الله تعالى وأثنى عليه فقال صلىّ الله عليه وآله وسلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فيِ تَوَحُّدِهِ وَدَنَا فيِ تَفَرُّدِهِ وَجَلَّ فيِ سَلْطَنَتِهِ وَعَظُمَ فيِ أَرْكَانِهِ وَأَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلْماً وَهُوَ فيِ مَكَانِهِ وَقَهَرَ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَبُرْهَانِهِ مَجِيداً لَمْ يَزَلْ مَحْمُوداً لَا يَزَالُ بَارِئُ المَسْمُوكاتِ وَدَاحِي الْمَدْخوَّاتِ وَجَبَّارُ اْلأَرْضِيِنَ وَالسَّموَاتِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ مُتَفَضِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ بَرَاهُ مُتَطَوِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ أَنْشَأَهُ يَلْحَظُ كُلَّ عَيْنٍ وَالْعُيُونُ لَا تَرَاهُ كَرِيمٌ حَلِيمٌ ذُو أَنَاةٍ قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَيْءِ بِرَحْمَتِهِ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَتِهِ لَا يَعْجَلُ بِانْتِقَامِهِ وَلَا يُبَادِرُ إِلَيْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذَابِهِ قَدْ فَهِمَ السَرَّائِرَ وَعَلِمَ الضَّمَآئِرَ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْمَكْنُونَاتُ وَلَا اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْخَفِيَّاتُ لَهُ الإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَيْءٍ وَالْغَلَبَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْقُوَّةُ فيِ كُلِّ شَيْءٍ وَالْقُدْرَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ مُنْشِئُ الشّيْءِ حِينَ لَا شَيْءَ دَآئِمٌ قَآئِمٌ بِالْقِسْطِ لَا الهَ إلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ اْلأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكَ اْلأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبِيرُ لَا يَلْحَقُ أَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعَايَنَةٍ وَلَا يَجِدُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ مِنْ سِرِّ وَعَلَانِيَةٍ إلَّا بِمَا دَلَّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ وَاشْهَدُ بِأَنَّهُ اللهُ الَّذِي مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ وَالَّذِي يُغْشِي اْلأَبَدَ نُورُهُ وَالَّذِي يَنْفُذُ أمْرُهُ بِلَا مُشَاوَرَةِ مُشِيرٍ وَلَا مَعَهُ شَرِيكٌ فيِ تَقْدِيرٍ وَلَا تَفَاوُتٌ فيِ تَدْبِيرٍ صَوَّرَ مَا أَبْدَعَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ وَخَلَقَ مَا خَلَقَ بِلَا مَعُونَةٍ مِنْ أَحَدٍ وَلَا تَكَلّفٍ وَلَا احْتِيَالٍ أنْشَاهَا فَكَانَتْ وَبَرأَهَا فَبَانَتْ وَهُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْمُتْقِنُ الصَّنْعَةِ
__________________
وهو من أكابر علماء القوم في كتابه المسمّى بسرّ العالمين ما هذا لفظه : قال رسول الله (ص) لعلي يوم الغدير من كنت مولاه فعليّ مولاه فقال عمر بن الخطّاب بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ثمّ قال وهذا رضىً وتسليم وولاية وتحكيم ثمّ بعد ذلك غلب الهوى وحبّ الرياسة وعقود البنود وخفقان الرايات وازدحام الخيول وفتح الأمصار والأمر والنهي فحملتهم على الخلاف فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ إلى أن قال ثمّ أنّ أبا بكر قال على منبر رسول الله (ص) اقيلوني فلست بخيركم وعليّ فيكم أفقال ذلك هزواً وجداً أو امتحاناً فان كان هزواً فالخلفاء لا يليق بهم الهزل ثمّ قال والعجب من منازعة معاوية بن أبي سفيان عليّاً في الخلافة وأين ومن أين أليس رسول الله (ص) قطع طمع من طمع فيها بقوله : إذا ولّى الخليفتان فاقتلوا الأخير منهما والعجب من حقّ واحد كيف ينقسم بين اثنين والخلافة ليست بجسم ولا عرض فتتجزّى انتهى كلامه وفيه دلالة على انحرافه عمّا كان عليه والله أعلم.