في المجمع عن الباقر عليه السلام : انما كرر الأمر بالحكم بينهم لأنهما حكمان أمر بهما جميعاً لأنّهم احتكموا إليه في قتل كان بينهم وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ أن يضلّوك ويصرفوك عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا عن الحكم المنزل وأرادوا غيره فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ فيه تنبيه على أنّ لهم ذنوباً كثيرة والتولي عن حكم الله مع عظمته واحد منها معدودة من جملتها وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ هذا تسلية للنّبي صلىّ الله عليه وآله وسلم عن امتناع القوم من الإِقرار بنبوّته والاسراع إلى اجابته بأنّ أهل الإِيمان قليل وانّ أهل الفسق كثير فلا ينبغي أن يعظم ذلك عليك.
(٥٠) أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ إنكار على توليّهم عن حُكْمِ الله وقرء بالتّاءِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أي هذا الاستفهام لقوم يوقنون فإنهم هم الّذين يتدبرون الأمور ويتحقّقون الأشياء بأنظارهم فيعلمون أن لا أحسن حكماً من الله.
في الكافي عن الصادق عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما : الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية فمن اخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية وقد قال الله عزّ وجلّ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
(٥١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ لا تعتمدُوا على الإِنتصار بهم متودّدين إليهم ولا تعاشر وهم معاشرة الأحباب بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ في العون والنصرة ويدهم واحدة عليكم وهم المتفقون في مضادتكم وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ من استنصر بهم فهو كافر مثلهم.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : من تولىَّ آل محمّد صلوات الله عليهم وقدّمهم على جميع الناس بما قدّمهم من قرابة رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم فهو من آل محمّد صلوات الله عليهم بمنزلة آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين لا انّه من القوم بأعيانهم وانما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إيّاهم وكذلك حكم الله في كتابه وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وقول إبراهيم فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ