العيّاشيّ عن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والّذي نفسي بيده لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذّة بالقذّة حتّى لا تخطئون طريقهم ولا تخطأكم سنة بني إسرائيل ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : قال موسى لقومه يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ فردوا عليه وكانوا ستّ مائة ألف قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ الآيات قال فعصى الّا أربعون ألفاً وسلم هرون وابناه ويشوع بن نون وكالب بن يوفنا فسماهم الله فاسقين فقال فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ فتاهوا أربعين سنة لأنّهم عصوا فكانوا حذو النّعل بالنّعل أنّ رسول الله لما قبض لم يكن على أمر الله الّا عليّ والحسن والحسين عليهم الصّلوة والسّلام وسلمان والمقداد وأبو ذرّ فمكثوا أربعين حتّى قام عليّ فقاتل من خالفه.
وعنه عليه السلام قال : نعم الأرض الشّام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصر أما أنّها سجن من سخط الله عليه ولم يكن دخول بني إسرائيل الّا معصيةً منهم للهِ لأنّ الله قال ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ يعني الشّام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر وفيا فيها ثمّ دخلوها بعد أربعين سنة قال وما خروجهم من مصر ودخولهم الشّام الّا بعد توبتهم ورضاءِ اللهِ عنهم وعن الصادق عليه السلام : وذكر موسى وقولهم فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ قال فحرّمها الله عليهم أربعين سنة وتيّههم فكان إذا كان العشاء وأخذوا في الرحيل نادوا الرحيل الرحيل الوحا (١) الوحا فلم يزالوا كذلك حتّى تغيب الشمس حتّى إذا ارتحلوا واستوت بهم الأرض قال الله تعالى للأرض ديري بهم فلم يزالوا كذلك حتّى إذا أسحروا وقارب الصّبح قالوا إنّ هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فإذا أصبحوا إذاً تيههم (٢) ومنازلهم التي كانوا فيها بالأمس فيقول بعضهم لبعض يا قوم لقد ضلّلتم وأخطأتم الطريق فلم يزالوا كذلك حتّى اذن الله لهم فدخلوها وقد كان كتبها لهم.
وفي الكافي عن النّبيّ صلىّ الله عليه وآله وسلم : أنّ موسى كليم الله مات في التّيه
__________________
(١) الوحا الوحا بالمدّ والقصر أي السّرعة وهو منصوب بفعل مضمر.
(٢) أرض تَيْهٌ وتِيه بالكسر وتيهاء ومتيهة كسفينة وتضمّ الميم وكمرحلة ومقعد مضلّة وتيّهه ضيّعه.