العيَّاشي عن الباقر عليه السّلام : يعني الشّام الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ أنْ تكون مسكناً لكم العيَّاشي عن الصّادق عليه السّلام : أنّ بني اسرائيل قال الله لهم ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فلم يدخلوها حتّى حرّمها عليهم وعلى أنبيائهم وانّما أدخلها أبناء أبنائهم وعنهما عليهمَا السّلام : كتبها لهم ثمّ محاها وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ ولا ترجعوا مدبرين فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ ثواب الدَّارين.
(٢٢) قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ شديدي البطش والبأس والخلق لا تتأتَّى لنا مقاومتهم.
وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ إذ لا طاقة لنا بهم.
(٢٣) قالَ رَجُلانِ هما يوشع بن نون وكالب بن يوفنّا وهما ابنا عمّه كذا عن الباقر عليه السلام رواه العيّاشيّ.
مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أي يخافون الله ويتّقونه أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا بالايمان والتثبيت ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ باب قريتهم أي باغتوهم وضاغطوهم في المضيق وامنعوهم من الإصحار (١) فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ لتعسّر الكرّ عليهم في المضايق من عظم أجسامهم ولأنَّهم أجسام لا قلوب فيها وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا في نصرته على الجبّارين إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ به ومصدّقين لوعده.
(٢٤) قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ قالوها استهانة بالله ورسوله وعدم مبالاة بهما.
(٢٥) قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ.
(٢٦) قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ لا يدخلوها ولا يملكونها بسبب عصيانهم أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ يسيرون فيها متحيّرين لا يرون طريقاً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ لأنهم أحقّاء بذلك لفسقهم.
__________________
(١) أصحر الرّجل أي خرج إلى الصّحراء. مجمع