المفصل دون عظم الساق قيل هذا ما هو فقال هذا من عظم السَّاق والكعب أسفل من ذلك قيل أصلحك الله فالغرفة الواحدة تجري للوجه وغرفة للذّراع قال نعم إذا بالغت فيها والثّنتان تأتيان على ذلك كلّه.
وفي الفقيه والعيّاشي عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السّلام الا تخبرني من أين علمت وقلت أنّ المسح ببعض الرّأس وببعض الرّجلين فضحك عليه السّلام ثمّ قال يا زرارة قاله رسول الله صلىّ الله عليه وآله ونزل به الكتاب من الله لأنّ الله تعالى يقول فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أن يغسل ثمّ قال وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ فوصل اليدين الى المرفقين بالوجه فعرفنا أنّه ينبغي لهما أن يغسلا الى المرفقين ثمّ فصل بين الكلام فقال وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ فعرفنا حين قال برءوسكم أنّ المسح ببعض الرأس لمكان الباءِ ثمّ وصل الرّجلين بالرّأس كما وصل اليدين بالوجه فقال وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ فعرفنا حين وصلها بالرأس أنّ المسح على بعضهما ثمّ فسَّر ذلك رسول الله للنّاس فضيّعوه ـ الحديث ويأتي تمامه عن قريب وأشار إليه بقوله لمكان الباءِ إنّ الباء للتّبعِيض فلا وجه لانكار سيبويه مجيئها له في سبعة عشر موضعاً من كتابه.
وانّما بسطنا الكلام في تفسير آية الوضوءِ لعموم البلوى بها وكثرة الاختلاف فيها والحمد لله على ما هدانا ببركة أهل بيت نبيّه صلوات الله عليهم وتمام الكلام فيه يطلب من كتابنا الوافي وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا عطف على جزاءِ الشرّط الأوّل أعني فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ يعني إذا قمتم من النّوم الى الصّلوة فتوضّئوا وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فاغتسلوُا يدلّ عليه قوله تعالى وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى فانّه مندرج تحت الشّرط البتّة فلو كان قوله وَإِنْ كُنْتُمْ معطوفاً على قوله إِذا قُمْتُمْ أو كان مستأنفاً لم يتناسق المتعاطفان وللزم أن لا يستفاد الارتباط ما بين الغسل والصّلوة من الآية ولم يحسن لفظة «إن» بل ينبغي أن يقال وإذا كنتم جنباً كما هو غير خاف (١) على من تتّبع أساليب الكلام ويدلّ عليه أيضاً ما في الكافي عن الباقر عليه السّلام : أنّه سئل عن المرأة يجامعها الرّجل فتحيض وهي في المغتسل قال
__________________
(١) خفي كرضي خفاءً فهو خاف وخفيّ لم يظهر.