وروى عنها أنّها قالت : لأن اسمح على ظهر عير بالفلاة أحبّ إليّ من أن أمسح على خفّي ولم يعرف للنّبي صلىّ الله عليه وآله خفّ الّا خفّ هداه النّجاشي وكان موضع ظهر القدمين منه مشقوقاً فمسح النّبي صلىّ الله عليه وآله رجليه وعليه خفَّاه فقال الناس انّه مسح على خفيه وعلى انّ الحديث في ذلك غير صحيح الأسناد انتهى كلام الفقيه ولمّا كانت اليد تطلق على ما تحت الزند وعلى ما تحت المرفق وعلى ما تحت المنكب بينّ الله سبحانه غاية المغسول منها كما تقول لغلامك اخضب يدك الى الزّند وللصّيقل صقّل سيفي الى القبضة فلا دلالة في الآية على ابتداء الغسل بالأصابع وانتهائه الى المرافق كما انّه ليس في هاتين العبارتين دلالة على ابتداء الخضاب والتصقيل بأصابع اليد ورأس السّيف فهي مجملة في هذا المعنى يحتاج إلى تبيين أهل البيت عليهم السلام والمرفق بكسر اوّله وفتح ثالثه أو بالعكس مجمع عظمي الذّراع والعضد ولا دلالة في الآية على إدخاله في غسل اليد ولا على إدخال الكعب في مسح الرجلين لخروج الغاية تارة ودخولها اخرى فهي في هذا المعنى مجملة وانّما تتبيّن بتفسيرهم والغسل يحصل بصبّ الماء على العضو أو غمسه فيه وان لم يدلك فالباء في بِرُؤُسِكُمْ للتّبعيض وكذا في بِوُجُوهِكُمْ وكذا في المعطوفتين عليهما أعني أَرْجُلَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ كذا عن الباقر عليه السلام كما يأتي والكعب عظم مائل الى الاستدارة واقع في ملتقى الساق والقدم نات عن ظهره يدخل نتوه في طرف الساق كالّذي في ارجل البقر والغنم وربّما يلعب به الأطفال وقد يعبّر عنه بالمفصل لمجاورته له وانّما اختلف النّاس فيها لعدم غورهم في كلام أهل اللّغة وأصحاب التشريح واعراضهم عن التأمّل في الأخبار المعصومية ولمّا كانت الرِّجل تطلق على القدم وعلى ما تحت الركبة وعلى ما يشمل الفخذ بيّن الله سبحانه غاية الممسوح منها ثمّ دلالة الآية على مسح الرجلين دون غسلهما أظهر من الشمس في رابعة النهار وخصوصاً على قراءة الجرّ ولذلك اعترف بها جمع كثير من القائلين بالغسل.
في التهذيب عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ على الخفض هي أم على النّصب قال بل هي على الخفض.
أقول : وعلى تقدير القراءة على النّصب أيضاً يدلّ على المسح لأنّها تكون حينئذ